رواد شعر إحياء النموذج وسؤال الذات – تكسير البنية وتجديد الرؤيا
يمكن تحديد نوع الاتجاه الشعري الذي تمثّله القصيدة، انطلاقا من ملاحظة اسم صاحبها فقط. ونقدم لكم في هذا الدرس أهمّ رواد الشعر الاتجاهات المدروسة: إحياء النموذج، سؤال الذات، تكسير البنية وتجديد الرؤيا.
الشعراء الرواد في إحياء النموذج
خلال مرحلة طويلة من الركود والانحطاط، لم يستطع الشعر العربي المحافظة على مستواه الفني الذي ميّزه في عصور الازدهار السابقة الجاهلي والأموي والعباسي. بل إنه اكتسب صفات التراجع والتخلف من كثرة الافراط في الصّنعة والتكلف وتكرار الموضوعات التافهة واستخدام اللغة الضعيفة. وأمام هذا الوضع المتردي، كان لابد من بعث الشعر وإحيائه. بحيث تبدأ العملية أساسا بتقليد الشعر العربي القديم من خلال اللغة والأغراض والأساليب الفنية الراقية والمعاني والبناء والإيقاع والصور الفنية. على أن تلي هذه المرحلة، مرحلة ثانية تضيف بعض التطوير والتجديد إلى النموذج القديم، وتهتم بقضايا العصر الحديث الوطنية منها والتاريخية والاجتماعية. وقد اضطلع بهذه المهمة مجموعة من الشعراء الرواد وعلى رأسهم:
محمود سامي البارودي – أحمد شوقي – حافظ إبراهيم – صالح مجدي – عبد الله فكري – محمد مهدي الجواهري – معروف الرصافي – جميل صدقي – ناصيف اليازجي – يوسف الأسير – إبراهيم الأحدب – خليل اليازجي – أمين نخلة – أحمد خير الدين – مصطفى خريف – محمد بن براهيم – المختار السوسي – عبد الله كنون – محمد الحلوي – علال الفاسي…
رواد شعر سؤال الذات
إذا كان الـموقف الكلاسيكي قد ظل مشدودا أكثر فأكثر إلى الوراء، وكان كل هاجس أصحابه بعث وإحياء النموذج الشعري العربي القديم. فإن سُنّة التغيير اقتضت أن يظهر خطاب شعري جديد، بتصور ومنظور وموقف جديد أيضا. ولم يكن هذا الخطاب الجديد سوى “الاتجاه الرومانسي” أو ما يعرف بـ”سؤال الذات“. وإذا كان هذا الاتجاه قد ظهر لأول مرة بمصر، فإنه قد امتد إلى كل الأقطار العربية ليشمل رواد الشعر في المدارس الآتية:
- مدرسة الديوان: عبد الرحمن شكري – عباس محمود العقاد – إبراهيم عبد القادر المازني.
- الرابطة القلمية: جبران خليل جبران – رشيد أيوب – عبد المسيح حداد – ميخائيل نعيمة – فوزي المعلوف – إيليا أبو ماضي…
- جماعة أبولو: أحمد زكي أبي شادي – مطران خليل مطران – إبراهيم ناجي – علي محمود طه – أحمد رامي – أبو القاسم الشابي – عبد المجيد بن جلون – عبد الكريم بن ثابت – مصطفى المعداوي – محمد الصباغ – إدريس الجاني – عبد المالك البلغيثي…
شعراء تكسير البنية
انتقل الشعر العربي من مستوى التقليد والرومانسية، إلى مستوى أكثر انفتاحا. على بنيات شكلية ولغوية وفكرية جديدة، تجاوز من خلالها البنية الشعرية التقليدية. وعوّضها ببنية شعرية جديدة تعتمد نظاما لغويا وإيقاعيا مختلفا، يركز على الانزياح اللغوي والتركيبي ونظام السطر الشعري والتنويع في القوافي. ومن بين الشعراء الرواد الذين استمروا في عملية التجديد والتطوير، استجابةً لعدد من الظروف السياسية والاجتماعية والفكرية، نخص بالذكر:
بدر شاكر السياب – نازك الملائكة – أحمد عبد المعطي حجازي – صلاح عبد الصبور – أمل دنقل – فدوى طوقان – سميح القاسم – أحمد المجاطي – عبد الله راجع – محمد الخمار الكنوني – مصطفی المعداوي – محمد السرغيني – عبد الكريم الطبال – محمد بنّیس.
رواد الشعر الحديث تجديد الرؤيا
عندما نتحدّث عن التّطور في الشعر العربي الحداثي، فإنّنا في الغالب ما ننتبه إلى الجوانب الشكلية. التي تجاوز فيها هذا الشّعر القصيدة العربية التقليدية، وبخاصة منها الجانب الإيقاعي. غير أنّ الواقع الحقيقي الذي ميّز هذا الشعر ليس هو الجانب الشكلي، ولكنه ما يُعرف عند الشعراء بالرؤيا الشعرية. وهي نظرة الشاعر إلى القضايا التي تحيط به وبأمّته، وبمحيطه عموما. حيث لم تقم الحركة الشعرية الحداثية على مفهوم تكسير البنية فحسب، ولكنها تأسست على شقّ ثانٍ أهم وهو ما يعرف بتجديد الرؤيا. فالشاعر يجب أن يمتلك رؤيا خاصة للقضايا المحيطة به وبمجتمعه. ومن أبرز الشعراء الرواد الذين انخرطوا في هذه المغامرة الفنية الجديدة، نذكر:
بدر شاكر السياب – أحمد عبد المعطي حجازي – صلاح عبد الصبور – محمد الخمار الكنوني – أحمد المجاطي – أدونيس – يوسف الخال – محمد الماغوط – خليل حاوي – أنسي الحاج – سعيد عقل – عبد الوهاب البياتي – سعدي يوسف – محمود درویش.
….تحية ليك