امتحان مادة اللغة العربية الوطني PDF – مسلك العلوم الإنسانية الدورة العادية 2021
نص امتحان مادة اللغة العربية
دخل الشعر العربي الحديث بعد النكبة في صراع عنيف وحاد مع نفسه ومع القيم الإنسانية المحيطة به، وتطلب منه هذا أن يخوض تجربة هائلة من الإقدام والمغامرة، وأن يهز مفاهيم العالم من حوله. وكانت النتيجة المباشرة لهذه التجربة أن تعددت الأصوات الشعرية ولكنها اتفقت كلها في أنها كانت تجربة جديدة تغتني باستمرار محاولاتها الدائبة للبحث عن شكل جديد للقصيدة الشعرية.
ولعل أهم ما يميز الشكل الجديد في هذه التجربة اتجاه الصورة الشعرية إلى الاستغناء عن المعالم الحسية المحدودة، والانشغال ببناء وجود فني مستقل، يستمد وجوده من عناصر الصورة الشعرية نفسها، لا من عناصر الواقع الحسية، فاصطبغت الصورة الشعرية بموقف الشاعر من الوجود هذا الموقف الذي اعتمد فيه الشاعر على ثقافته الخاصة أكثر من اعتماده على تجاربه المباشرة، فجاءت الصورة الشعرية انفعالية نفسية وعاطفية، تلونها دفقة الشعور التي تسيطر على الحلم، وأصبحت بالتالي صورة مركزة ومكثفة، تموج بالألوان والأضواء والأصوات المختلطة المتداخلة، وتختزن تجارب ومواقف متعددة.
وفي محاولة الشاعر الجديد لأن يحيا نبض عصره في تجربته الشعرية، اتجه في اللغة الشعرية إلى إلغاء المعجم الشعري الذي كان يضم المفردات الشعرية التي حرصت عليها القصيدة العربية التقليدية والرومانسية، فلم يعد أمام هذا الشاعر الجديد ما يمكن أن يسمى باللفظة الشعرية؛ وإنما أصبحت كل لفظة قادرة في مكانها على التعبير. لذلك سعت تجارب الشعر الجديد للاقتراب من لغة الحياة اليومية، باستعمالها بعض الألفاظ من اللهجات العربية الدارجة، وميلها إلى مقاربة لهجة الحديث العادي.
أما على مستوى الإيقاع، فإن الشاعر الجديد لم يلغ الوزن نهائيا من القصيدة الشعرية؛ ولكنه أدخل عليه تعديلات وتغييرات حتى يحقق لنفسه توافقا أكثر مع مشاعره وذبذبات نفسه، بعد أن أحس إحساسا ملحا أن الشكل الموسيقي التقليدي لم يعد قادرا على إسعافه لنقل هذه الذبذبات وتلك المشاعر، فاعتمد على تفعيلة أو أكثر في القصيدة. وقد أتاحت موسيقى التفعيلة هذه للشاعر الحديث إمكانية واسعة للتحرك خلال أشكال غير محدودة من الموجات النفسية، كما ارتبطت القافية في التشكيل الموسيقي الجديد بالحركة النفسية والدفقة الشعورية الانفعالية فأصبحت وقفة موسيقية يستدعيها السياق المعنوي والنفسي للشاعر، بخلاف القافية في الشكل الموسيقي التقليدي التي ارتبطت بالأساس الموسيقي الذي قام عليه هذا الشعر.
وهكذا يتضح لنا أن تجربة الشعر الجديد حاولت أن تختبر كل الوسائل الفنية، وأن تعيش نبض العصر وتعي كل محتوياته، فهي تجربة متعددة الوجوه ومتسعة لكل مظاهر الحياة العربية الحديثة، استطاعت أن تحقق تحررها واستقلالها، وأن تعين بالتالي على اكتشاف الذات العربية وعلى قدرة هذه الذات على مواجهة نفسها والعالم من حولها.
السعيد الورقي، لغة الشعر العربي الحديث، مقوماتها الفنية وطاقاتها الإبداعية. دار المعارف، الطبعة الثانية، 1983، ص 52 وما بعدها (بتصرف).
أولا درس نصوص امتحان مادة اللغة العربية
اكتب موضوعا إنشائيا متكاملا تحلل فيه هذا النص النظري. مستثمرا مكتسباتك المعرفية والمنهجية واللغوية، ومسترشدا بما يأتي:
- وضع النص في إطاره الثقافي والأدبي، وصياغة فرضية لقراءته.
- تحديد القضية التي يطرحها النص وجرد العناصر المكونة لها.
- رصد خصائص الشكل الجديد للشعر الحديث في الصورة الشعرية والإيقاع، كما وردت في النص.
- بيان الطريقة المعتمدة في بناء النص.
- تركيب خلاصة لنتائج التحليل، ومناقشة قول الكاتب: “وهكذا يتضح لنا أن تجربة الشعر الجديد حاولت أن تختبر كل الوسائل الفنية، وأن تعيش نبض العصر وتعي كل محتوياته“، مع إبداء الرأي الشخصي.
ثانيا درس مؤلفات امتحان مادة اللغة العربية
ورد في رواية “اللص والكلاب” لنجيب محفوظ، ما يأتي:
“… ومرق من الباب ومضى نحو الطريق. ومال يسرة وهو يسير في هدوء مصطنع؛ ثم انحدر نحو طريق المقابر. الليل راسخ ولكن القمر لم يطلع والظلام جدار أسود يسد الطريق. وغاص وسط القبور في تيه من الفناء لا يهتدي بشيء. وتخبط في سيره لا يدري إن كان يتقدم أم يتأخر. ومع أن بارقة أمل واحدة لم تومض إلا أنه طفح بحيوية خارقة.. وترامت إليه مع النسيم الدافئ ضوضاء. وتمنى أن يختفي في قبر ولكنه لم يكف عن السير. وكان يخشى الكلاب ولكن لم يكن في وسعه حيلة ولا في طاقته أن يقف…”.
نجيب محفوظ “اللص والكلاب”، دار الشروق. القاهرة، مصر، الطبعة الأولى 2006، ص 122 وما بعدها.
انطلق من هذا المقطع، ومن قراءتك الرواية، واكتب موضوعا متكاملا تنجز فيه ما يأتي:
- وضع المؤلف في سياقه العام.
- تحديد موقع المقطع داخل سياق أحداث الرواية.
- رصد بعض العوامل التي أثرت سلبا في نفسية سعيد مهران.
- تركيب المعطيات المتوصل إليها في التحليل لإبراز قيمة الرواية.
l3ezzzzzzzz