تعبير وإنشاء

المعجم في قصيدة إحياء النموذج وسؤال الذات – تكسير البنية و تجديد الرؤيا

المعجم يعني لائحة من الألفاظ والعبارات، التي تتكرر في نص ما أكثر من غيرها. مما يسمح بتصنيفها إلى “حقول دلالية”، تترابط فيما بينها بواسطة جملة من العلاقات. ويمكن مقاربة المعجم من خلال ثلاثة مستويات: التصنيف – التأويل – النقد.

وفيه يتم جرد الكلمات والجمل المهيمنة في النص، وتصنيفها إلى حقول دلالية.

وذلك بإسناد دلالات وتأويلات للمعطيات المعجمية المستخرجة والمصنفة في المستوى السابق. ومن تلك الدلالات التأويلية:

  • إمكانية الإشارة إلى هيمنة حقل على آخر، وتفسير سبب ذلك.
  • اختزال كل حقل معجمي في “كلمة-محور”، أو “جملة-نواة”.
  • تحديد طبيعة العلاقة القائمة بين الحقول المعجمية. نذكر من بينها: (تكامل ≠ تعارض)، (تناظر ≠ تباين)، (تناغم ≠ تنافر)، (كلية ≠ جزئية)، (عموم ≠ خصوص)…
  • توضيح العلاقة بين الحقول ونفسية الشاعر أو تجربته الشعرية.

حين نصل إلى هذا المستوى، علينا إصدار حكم نقدي حول كلاسيكية المعجم أو رومانسيته أو حداثته. وذلك بناءً على خصائصه ومميزاته.

  • اعتماد مدونة معجمية جاهزة تتألف من كلمات قديمة، أو عبارات عتيقة لم تعد متداولة أو مألوفة.
  • توظيف حقول معجمية تتسم بالجزالة والفخامة والقوة والمتانة.
  • غالبا ما تستقي قصائد (إحياء النموذج) معجمها من حقول دلالية، ترتبط بـ”الآخر” وذلك على حساب “الذات”.
  • يكون الآخر في قصيدة إحياء النموذج ممدوحا أو مرثيا، مهجوّاً أو موصوفا، وطنا أو مجتمعا…

  • اعتماد معجم ليّن رقيق عاطفي ومؤثر، لأنه مثقل بحمولات نفسية متنوعة.
  • يوظف شعراء تيار سؤال الذات معجما سهلا واضحا مألوفا وتواصليا، لأنهم يريدون مشاركة قرائهم فيما يحسون به.
  • غالبا ما يستوحي الشاعر الرومانسي معجمه من عالمي: “الذات” و”الطبيعة”. وتكون العلاقة بينهما علاقة تمازج وتماهٍ وتآلف وتوافق وانسجام وتناغم…

  • يوظف شعراء تكسير البنية حقلا معجميا سهلا وتواصليا، أقرب إلى الاستعمالات اللغوية اليومية المتداولة بين الناس. دون أن يعني ذلك السقوط في المباشرة، والتخلي عن مجازية اللغة وإيحائيتها.
  • يستخدم شعراء تكسير البنية معجما بمدلولات غير حقيقية: مجازية وانزياحية وإيحائية جديدة.
  • ينفتح شعراء هذين التيارين الشعريين على كل “الحقول الدلالية” وبدون استثناء، وهذا ما يعرف بـ “التداخل المعجمي”. الذي تغدو معه لغة الشاعر مرکبة من لغات فرعية.
  • اعتماد تركيب لغوي خاص: وقد اتخذ هذا التركيب مظهرين مختلفين: شعری تقل فيه أدوات الربط، ونثري تكثر فيه الروابط.
  • يميل شعراء تيار تكسير البنية وتجديد الرؤيا معاً، إلى عدم استعمال علامات الترقيم أحيانا. مما يسمح بقراءة القصيدة قراءات متعددة.

One thought on “المعجم في قصيدة إحياء النموذج وسؤال الذات – تكسير البنية و تجديد الرؤيا

  • غير معروف

    في القمة

    Reply

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: هذا المحتوى محمي من النسخ !!