التكرار – تعريفه وأنواعه أغراضه ووظائفه
التكرار ظاهرة موسيقية ومعنوية، تقتضي الإتيان بلفظ متعلق بمعنى، ثم إعادة اللفظ مع معنى آخر في نفس الكلام. ويتحقق عبر عدة أنواع، تؤدي مجموعة من الأغراض والوظائف داخل القصيدة الشعرية:
І- أمثلة الانطلاق
1 ـ قال محمد الحلوي:
يا بلادي هواك ينساب في قلبـــــي انسياب الدماء في الأجســاد
ملءَ قلبي وملءَ أنفَاسي الوَلْهَـــــ ى وملء الفضَاءِ و الأبعَـــاد
يا بلادي وليس أشهى إلى نفسي وأحلى منْ أَنْ أُنَادِي يا بــلادي
2 ـ قال البحتري:
صُنت نفسي عما يدنس نفسي وترَفعْتُ عن جَدَى كُلٍ جِبْـــــسِ
وتماسكت حين زَعْزَعَنِي الدًهْـــر التِمَاسا منه لتعسي و نَكســـــي
3 ـ قال محمد الشنكيطي:
لِلًهِ لِلًهِ ما أبهـــــــاك مكنــــــاسُ خِصْبٌ وَرَخْصٌ وأغراسٌ وأعْـــرَاسُ
مَكْناسُ مَا نظرتْ عيني نظيرتَهَا أرضٌ هي الأرضُ بلْ ناسٌ همُ النًاسٌ
ما مر منها امرؤ إلا ومر بـــــه ريح هو المسك أنفاس بأنــــــفاس
4 ـ قال عبد الكريم الطبال:
ليتني كنت دمعةً في جُفُونِ العُشْــ ــبِ ألهو مع الهَبَاء والضِيَـاء
ليتني كنت بسمة في فم الفجــــــــ ـــر فأُجْلِي الظلام عن دُنْيَــاء
ليتني كنت عشبة في ضفاف النهـ ــر أسْلُو برقصة الأفْيَـــــــاء
5 ـ قال إسماعيل صبري:
طَرَقتُ الباب حتى كَلً مَتْنِـي ولما كَلً مَتْنِي كَلًمَتْنِـــــــــــــــي
فقالت لي أيا اسماعيل صَبْرا فقلت لها أيا اسْمَا عِيلَ صَبْـرِي
ІІ- ملاحظة وتحليل ظاهرة التكرار
– المثال الأول: نلاحظ في هذا المثال ورود نفس الحروف (س ـ ق ـ ب) والكلمات (يا بلادي ـ قلبي ـ ملء) مرتين أو أكثر، وهذا ما يعرف بالتكرار. ويكون في الحرف أو اللفظ أو العبارة، ولكن يختلف المعنى وإن تعدّد. وهذا ما يعطي للظاهرة وظيفة تأكيدية.
– المثال الثاني: بملاحظة المثال الثاني نجد أن حرف السين تكرر سبع مرات في البيتين، وهذا النوع يسمى التكرار الحرفي. مما يؤكد الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر، إضافة إلى الوظيفة الإيقاعية التي يمثلها.
– المثال الثالث: بالإضافة إلى حرف (السين) نجد تكرارا لفظيا (لَله ـ مكناس ـ أرض ـ الناس ـ مرـ أنفاس). وهو يقوي المعنى الدلالي الذي يرمي إليه الشاعر من خلال تجربته، والوظيفة هنا تأكيدية أولا.
– المثال الرابع: نكتشف إعادة عبارة بكاملها (ليتني كنت)، وهو تكرار يفيد رغبة الشاعر في التحول وإن كان مستحيلا، ولكنه تمني يؤكد بتكراره أنه غير راض على وضعه الآني. ويضيف إلى الوظيفة التأكيدية وظيفة إيقاعية من خلال إعادة ألفاظ بعينها بنوع من التوازي الصوتي.
– المثال الخامس: في هذا المثال نجد الظاهرة اتخذت طابعا تمويهيا، وهو ما أضفى صبغة تزينية. فالتكرار الحرفي يوحي بتكرار لفظي مما يعطي بعدا موسيقيا جماليا وإن اختلفت الألفاظ دلاليا (كلّ متني ـ كلّمتني، اسماعيل ـ اسما عيل). فهو إذن تكرار تزيني له وظيفة إيقاعية.
ІІІ- خلاصات واستنتاجات
تعريف التكـرار:
هو ظاهرة موسيقية ومعنوية تقتضي الإتيان بلفظ متعلق بمعنى، ثم إعادة اللفظ مع معنى آخر في نفس الكلام.
أنواعـه:
1 ـ تكرار الحرف: وهو يقتضي تكرار حروف بعينها في الكلام، مما يعطي الألفاظ التي ترد فيها تلك الحروف أبعادا تكشف عن حالة الشاعر النفسية.
2 ـ تكرار اللفظة: وهو إعادة نفس اللفظة الواردة في الكلام لإغناء دلالة الألفاظ، وإكسابها قوة تأثيرية.
3 ـ تكرار العبارة أو الجملة: يعكس هذا النوع الأهمية التي يوليها المتكلم لمضمون تلك الجمل المكررة، باعتبارها مفتاحا لفهم المضمون العام الذي يتوخاه المتكلم. إضافة إلى ما تحققه من توازن هندسي وعاطفي بين الكلام ومعناه.
أغـراضـه ووظائـفه:
1ـ الوظيفة التأكيدية: ويراد بها إثارة التوقع لدى التلقي، وتأكيد المعاني وترسيخها في ذهنه.
2ـ الوظيفة الإيقاعية: حيث يساهم في بناء إيقاع داخلي يحقق انسجاما موسيقيا خاصا.
3ـ الوظيفة التزينية: وتكون بتكرار ألفاظ مختلفة في المعنى ومتفقة في البنية الصوتية، مما يضفي تلوينا جماليا على الكلام.
rebi yhafdek khoya zin l3ezzzzzzzz
لقد استفدت كثيرا