قراءة مؤلف اللص والكلاب PDF – رابط الرواية المعتمدة في الامتحان الوطني الطبعة الأولى
بعد قراءة رواية “اللص والكلاب“، نجد أنّها مستوحاة من واقعة حقيقية. بطلها “محمود أمين سليمان”، الذي شغل الرأي العام لعدة شهور في أوائل عام 1961. وقد لوحظ اهتمام الناس بهذا المجرم، وعطف الكثيرين منهم عليه. فقد خرج “محمود أمين سليمان” عن القانون، لينتقم من زوجته السابقة ومحاميه؛ لأنهما خاناه وانتهكا شرفه وحرماه من ماله وطفلته. وكان هذا سببا هاما من أسباب تعاطف الناس معه. ولتحقيق انتقامه ارتكب العديد من الجرائم، في حق الشرطة وبعض أفراد المجتمع. فأثارت هذه الواقعة اهتمام الكاتب، واستلهم منها مادته الأدبية. التي تجمع بين ما هو واقعي وما هو تخيلي فكانت رواية “اللص والكلاب“.
ولعل أهم الشخصيات التي عاشت عدة مشاعر متناقضة ومتضاربة وجارفة في رواية اللص والكلاب، هي شخصية سعيد مهران. لأنه عاش خيانة مزدوجة: الأولى اجتماعية من زوجته وصديقه عليش، والثانية إيديولوجية ثقافية من طرف أستاذه وموجهه رؤوف علوان. مما جعله يحس بالمهانة والخزي والعار أمام أسرته وأصدقائه وذاته، فقرر الانتقام من جميع الخونة.
ومن هنا يتّضح -بعد قراءة رواية “اللص والكلاب“- أن نجيب محفوظ قد تعمد التركيز على نفسية بطل هذه الرواية لغاية كشف التحولات الصعبة التي يعيشها الإنسان المصري والعربي وتداعياتها على نفسية الفرد خاصة الفقير الكادح.
هكذا يبدو جليّاً أن رواية اللص والكلاب رواية نقدية تنتقد وبشدة الواقع الاجتماعي الذي أفرزته الثورة والذي عمق من معاناة الطبقة الفقيرة وزاد من همومها إلى درجة أن أسرا كثيرة قد تفككت علاقاتها نتيجة الفقر والحاجة، واضطرت إلى بيع شرفها ومبادئها أو النضال من أجل تحققها إلى آخر أنفاس الحياة. فمن يتحمل مسؤولية هذا الواقع الجديد ؟
يتميز أسلوب نجيب محفوظ في رواية اللص والكلاب بالاقتراب من لغة البساطة والوضوح والدقة في الوصف دونما اهتمام بالمحسنات البديعية، مراعاة للغة العصر التي تأثرت بلغة الصحافة والطباعة وبالمثاقفة، كما تقترب من لغة الحياة اليومية من خلال اعتماد لغة حية لها علاقة بالشارع المصري. بهذا يؤسس نجيب محفوظ لتجربة جديدة تمزج بين اللغة العربية الفصحى واللغة العامية في محاولة لسبر أغوار الإنسان العربي وكشف همومه النفسية والاجتماعية.
واش دائما كايعطيو اللص والكلاب