مؤلفات

المنهج المعتمد في ظاهرة الشعر الحديث حسب كل فصل – تقويم أو قيمة المؤلف

اعتمد المجاطي منهجا متكاملا في دراسته الاتجاه الذاتي في الشعر العربي الحديث، يمتح من خلفيات منهجية متعددة. حيث وظف بعض معطيات المنهج التاريخي والذي يظهر من خلال وقوفه عند ظروف السياق التاريخي. الذي أسهم في نشأة التيار الرومانسي خلال عشرينيات القرن الماضي. ومعطيات المنهج الاجتماعي وذلك من خلال الكشف عن جملة الظروف الاجتماعية، التي كان لها دور مهم في ظهور التجربة الذاتية. فضلا عن ربط شعراء الحركة ببيئاتهم الاجتماعية، وتفاعلهم مع قيم الحرية والفردية. و النفسي وذلك من خلال ربط التجربة الشعرية بالهموم والمعاناة الذاتية للشعراء الوجدانيين. و الفني حينما وقف عند جملة الخصائص الفنية (الصور، الإيقاع، اللغة…) المضمونية والشكلية لهذه التجربة.
وبهذا يكون المجاطي قد تحرر من قيود المنهج النقدي الواحد، وانفتح على التعدد المنهجي بشكل تكاملي. الشيء الذي أكسب دراسته نوعا من العلمية والموضوعية.


اعتمد المجاطي في مقاربته لتجربة الغربة والضياع، منهجا تکامليا يمتح من خلفيات منهجية متعددة. فهناك الموضوعاتي حيث ركز الناقد على رصد موضوعات الغربة ومظاهرها في الشعر الحديث. كالغربة في الكون والغربة في الكلمة والمدينة والحب… وهناك أيضا التاريخي-الاجتماعي، والذي يظهر من خلال إشارة الكاتب إلى جملة العوامل التاريخية والاجتماعية. التي فجرت تجربة الغربة والضياع في الشعر الحديث، مثل الهزيمة وأثار النكبة على المجتمع… كما اعتمد معطيات المنهج النفسي، حينما ربط بين الإحساس بالغربة والضياع وبين الشك. الذي خيم على النفوس بعد النكبة، وتفاعل الذات الشاعرة مع هذا الواقع المتردي.


اعتمد المجاطي في مقاربته لتجربة الحياة والموت منهجا تکامليا، يمتح من خلفيات منهجية متعددة. فهناك الموضوعاتي: ويتمظهر من خلال استخلاصه موضوعات الحياة والموت المهيمنة والمتواترة في الشعر العربي الحديث. كما حضر التاريخي-الاجتماعي من خلال ربطه بین تجربة الحياة والموت عند شعراء الحداثة وبين الواقع العربي. الذي كان يعاني السقوط والدمار والتخلف في مرحلة تاريخية واجتماعية محددة هي مرحلة ما بعد النكبة. إلى جانب المنهج النفسي حينما ربط المجاطي بين تجربة الحياة والموت وبين المعاناة. التي ولّدها الواقع المتردي في نفسية هؤلاء الشعراء، خاصة عند حديثه عن خليل حاوي. الذي تمحورت التجربة عنده حول معاناة الحياة والموت. كما وظف المنهج الأسطوري في الوقوف عند اللاشعور الجمعي، وتفكيك مجموعة من الرموز والأساطير في قصائد الشعراء التموزيين.


اعتمد المجاطي في مقاربته للشكل الجديد لدى شعراء الحداثة منهجا تكامليا، يمتح من خلفيات منهجية متعددة. فهناك الفني: ويظهر من خلال تركيز الناقد على الجانب الفني للقصيدة الحديثة بالوقوف عند المظاهر الشكلية (اللغة والصورة والموسيقى). وقد تتبع مظاهر تحولها عبر الزمن ومن خلال تجربة بعض الشعراء من خلال التاريخي. وأخيرا البنيوي الذي يحضر في سياق دراسة المجاطي لنماذج شعرية حديثة. من خلال بنياتها ومستوياتها الداخلية (البنية اللغوية، البنية الإيقاعية…).


هكذا إذن، نستطيع أن نخلص إلى أن مؤلف “ظاهرة الشعر الحديث” لم يكتفِ فقط بوصف هذه الظاهرة الشعرية. بل إنه تعدى ذلك إلى تفسيرها، فبحث عن الأسباب وربطها بالنتائج. وتتبع السياقات التاريخية والثقافية التي أفرزت ظاهرة شكلت تحولا نوعيا في مسيرة الشعر العربي.

One thought on “المنهج المعتمد في ظاهرة الشعر الحديث حسب كل فصل – تقويم أو قيمة المؤلف

  • غير معروف

    الله يحفظك

    Reply

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: هذا المحتوى محمي من النسخ !!