مؤلفات

الشكل الجديد PDF – تلخيص الفصل الرابع من مؤلف ظاهرة الشعر الحديث

لما أدرك الشاعر العربي الحديث بأنّ الشكل ليس نموذجا أو قانونا وإنما هو حياة تتحرك أو تتغير، فقد عمل على تجاوز الشكل القديم. وفي المقابل أقام بناء من التحولات الثورية التي أصابت العناصر الأساسية للشكل الشعري: كاللغة والإيقاع والتصوير البياني .. وهي تحولات كان لها أثر كذلك على سياق القصيدة وبنائها العام.

فما أهم التحولات التي أصابت عناصر الشكل ؟


DearFlip: Loading PDF Worker ...
Close

لقد آمن الشاعر الحديث بأن تجربته الشعرية التي تحاول الكشف عن واقع الإنسان العربي النفسي والاجتماعي والحضاري، واستشراف مستقبل ممكن مليء بالتجدد والحياة، لا يمكن أن تظل حبيسة شكل شعري قديم. بل لا بد من تطوير الأشكال التعبيرية حتى تتوافق والمضامين الجديدة المعبر عنها، لأن نجاح التجربة لابد أن يشمل جانبي الشكل والمضمون. من هذا المعطى جاء المجاطي في هذا الفصل الأخير ليؤكد بأن الشعر المعاصر -وبعد عشرين سنة من الإبداع والتألق- استطاع أن يهدم الشكل القديم ويقيم على أنقاضه شكلا شعريا جديدا، لغة وتصويرا وإيقاعا. بل ذهب إلى تبرئة الشعر المعاصر من تهمة الغموض، وحمّل المسؤولية للقارئ الذي لم يستطع استيعاب هذا الشكل الجديد.


يؤكد أحمد المجاطي بأنّ لغة الشعر الحديث تتصف بكثير من الخصائص لا تظهر من دراسة ديوان واحد، بل تحتاج لكثير من التأمل والبحث في لغة الشعر الحديث. وهي الخصائص التي يسميها الناقد بـ”المميزات الثورية للغة الشعر الجديد” والتي منها:

  • النفس التقليدي في لغة الشعر الحديث: تظهر هذه الخاصية في الدواوين القديمة والمتأخرة لبدر شاكر السياب، والتي تبدي اهتماما بجزالة اللفظ، وحسن السبك، وفخامة العبارة …
  • البعد عن لغة الحديث اليومي: وهي خاصية تظهر في شعر أدونيس والبياتي ومحمد عفيفي مطر وصلاح عبد الصبور… وتجعل لغة هذا الشعر تبتعد عن لغة الحديث الحية بعدا يمنح مفرداتها قيما ودلالات مغايرة لما تحمله في الاستعمال الشائع.
  • السياق الدرامي للغة الشعر الحديث: وتتمثل هذه الخاصية في الميل إلى الهمس والإيماء والإشارة والصور المقتضبة.

ما تتميز به الصورة في الشعر الحديث حسب المجاطي، هو أنها ابتعدت عن الصورة البيانية في البلاغة القديمة، وتوسعت لتتسع لأكبر قدر من الاحتمالات المتصلة بعمق التجربة التي يحياها الشاعر. فأصبح مدلول الصورة مرتبطا بعلاقتها وتفاعلها مع الصورة الأخرى، وبات بإمكان الصورة الواحدة أن تنفتح على آفاق تجربة الشاعر المختلفة. وسبب هذا أن الشاعر أصبح ينهل من ثقافته الواسعة ومن إلمامه بالمعارف السبعة، والتي تمده بالمزيد من الصور والرموز كلما احتاج إلى ذلك.


إن الشاعر الحديث وهو يسعى إلى بناء نظام موسيقي جديد، لم يكن يسعى إلى هدم الأصول الموسيقية الموروثة. بل كان غرضه أن يتحرر من بعض القيود على قدر يمنح له من الحرية ما يسعفه في التعبير عن عواطفه وأحاسيسه و فكره … ولا شك في أن ذلك القدر من الحرية، قد أتاح له أن يطوع تلك القوانين وأن يطورها. وأن يضيف إلى الخصائص الجمالية للبحور التقليدية، خصائص جمالية أخرى تستمد أصولها من التطور الذي أصاب المضامين الشعرية نفسها.

ومن أهم التطورات التي تحققت للقصيدة العربية في الإطار الموسيقي الجديد ما يأتي:

  • تجاوز نظام الشطرين لفائدة السطر الشعري.
  • السطر الشعري قد يطول وقد يقصر بحسب ما يتضمن من نسق شعوري أو فكري .
  • طول ذلك السطر قد يتراوح ما بين تفعيلة واحدة و تسع تفعيلات.
  • عدد التفعيلات في أية قصيدة هو عدد محدد و محصور تتوزعه الأعجاز والصدور، في حين أن التفعيلات في القصيدة الحديثة تمثل عددا لا يحيط به الحصر.
  • يُنظم الشعر الحديث على ستة بحور هي المعروفة بالبحور الصافية.
  • أصبح في مقدور الشاعر أن يستخرج من البحر الواحد أكثر من بناء موسيقي واحد.
  • امتاز نظام التفعيلة بالمرونة والطواعية.
  • انصراف بعض الشعراء إلى البحور المختلطة في محاولة لتفتيت وحدة البيت فيها (التزام تفعيلتين بدل واحدة).

من التغييرات التي مست القافية باعتبارها جزءا من البناء العام للقصيدة ما يأتي:

  • الالتزام بالقافية باعتبارها نظاما إيقاعيا دون الالتزام بحرف روي واحد.
  • الربط بين إيقاع البيت وإيقاع القافية.
  • التخلي عن القافية باعتبارها المرمى الأفقي النهائي للجمل المختلفة، وجعلها محطة وقوف اختيارية تستجمع فيها الدفقة الشعورية أنفاسها.
  • جعل القافية لبنة حية في البناء الموسيقي العام للقصيدة.
  • إخضاع البناء الموسيقي لحركة المشاعر والأفكار.
  • الابتعاد عن النزعة الهندسية الحادة التي عرفت بها القوالب الموسيقية التقليدية.

One thought on “الشكل الجديد PDF – تلخيص الفصل الرابع من مؤلف ظاهرة الشعر الحديث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: هذا المحتوى محمي من النسخ !!