الامتحان الموحد للبكالوريا 2023 – مسلك العلوم الإنسانية الدورة العادية PDF
نص الامتحان الموحد
الحدث أهم عناصر السرد في القصة القصيرة. إلى درجة أن بعض الباحثين عرّف القصة بأنها حدث ينشأ بالضرورة من موقف معين. ويتطور بالضرورة إلى نقطة معينة يكتمل عندها معنى الحدث. وتترابط أجزاء الخبر الذي ترويه القصة ترابطا عضويا، يؤدّي كل منها إلى الآخر بالضرورة ليحدث أثرا كليا. والحدث المتكامل يتألف من ثلاث مراحل: البداية التي يبدأ الموقف فيها بالتبلور، والوسط، وفيه ينمو الحدث وتتشابك عناصره. والنهاية التي يكتمل فيها معنى الحدث؛ أي المعنى الكلي الذي تقدمه لنا القصة، ويبزغ بوصفه نقطة تنوير.
ولكي تكتمل وحدة الحدث ينبغي أن يجيب عن الأسئلة الأربعة: كيف وقع، وأين ومتى، ولماذا ؟ والسؤال الأخير يجيب عن الدوافع وراء وقوع الحدث بالكيفية التي وقع بها ويكتسب الحدث معناه المحدد. الذي ينم عن موقف معين في نهاية النقطة التي تنتهي إليها كل خيوط الحدث، وتسمى نقطة التنوير.
ينبثق الحدث القصصي من الحبكة الفنية، التي تشير إلى عملية نمو الأحداث وتطورها وتخلقها من الداخل. أي ترابط الأحداث حال صدورها عن الشخصية ترابطا وثيقا يكشف عن منطق مبرر. حيث تتكون من مجموعها المتنامي وحدة ذات دلالة محدّدة، تنمو في اتجاه العقدة أو ذروة الأزمة. لتبدأ بعدها في الانكشاف والتنوير.
والتمييز بين السرد والحبكة نابع من كون السرد مجموعة من الأحداث مرتبة ترتيبا زمنيا. أما الحبكة فهي هذه الأحداث أيضا، ولكن يقع فيها التأكيد على الأسباب والنتائج. أي المنطق الداخلي الذي يربط الأحداث ويحدد دوافعها. ففي الحكاية نسأل ماذا حدث بعد ذلك ؟ أما في الحبكة فنسأل لماذا حدث ؟ فالحبكة، إذن هي الحكاية في وجهها المنطقي المتضمنة للأسرار التي تخل في ما بعد. وتكسب الحبكة القصة فنيتها، بمعنى أنها تمنحها التماسك والبناء المتسق، والانتخاب، والسببية، والاطراد، والتشويق، وحب الاستطلاع، والمعنى. وهذا ما يفرق بين السرد الفني من جهة، والسرد الإخباري أو التاريخي الذي يفتقر إلى الحبكة من جهة ثانية.
إن الحبكة المتماسكة تتبع نمطا يقسم بالتتابع، وتطرد فيه الأحداث بانتظام مرتبة في الزمان. حيث تتعاقب مكونات المادة السردية جزءا بعد جزء، دون ارتداد أو التواء في الزمان. وهي أبسط أنواع السرد الذي يتسم بالخضوع لمبدأ السببية. حيث يكون السابق سببا للاحق، وبتأزم المتن في لحظة الذروة، وبالوحدة التي تشد عناصر الحكي إلى بعضها البعض.
إن بنية القصة التقليدية درامية؛ ففي بداية القصة يُعطى القارئ خط صعود ليتتبعه. ويتمثل إما في تصريح واضح بالصراع، أو إلماح إليه رغم أن ماهيته غير معروفة. وانطلاقا من هذه النقطة يتتبع القارئ الحدث إلى أن يصل إلى أزمة ثم حل نهائي. وعلى النقيض من القصة ذات الحبكة التقليدية تبدو القصة الحديثة أحيانا وكأنها بلا بنية حكائية؛ مفككة وغير خطية. وقد يعزى ابتعاد القاص الحديث عن الحبكة التقليدية، إلى شعوره بأنها زائفة وغير واقعية. ما دامت الحياة غير مكونة من أحداث منظمة بعناية.
هشام ميرغني، بنية الخطاب السردي في القصة القصيرة، شركة مطابع السودان، ط 1، 2008، ص: 109 وما بعدها (بتصرف).
أولا درس النصوص في الامتحان الموحد
اكتب موضوعا إنشائيا وفق تصميم منهجي متكامل ومنسجم، تحلل فيه هذا النص النظري. مستثمرا مكتسباتك المعرفية واللغوية والمنهجية، ومسترشدا بما يأتي:
- تأطير النص ضمن سياقه الثقافي والأدبي، ووضع فرضية لقراءته.
- تحديد القضية التي يطرحها النص، وعرض أهم العناصر المكونة لها.
- إبراز الفرق بين السرد والحبكة، كما ورد في النص.
- بيان الطريقة المعتمدة في بناء النص، وإبراز الأساليب الموظفة في عرض القضية التي يطرحها، ورصد مظاهر الاتساق في النص.
- صياغة خلاصة تركيبية لنتائج التحليل، ومناقشة قول هشام ميرغني “وعلى النقيض من القصة ذات الحبكة التقليدية. تبدو القصة الحديثة أحيانا وكأنها بلا بنية حكانية؛ مفككة وغير خطية“، مع إبداء الرأي الشخصي وتعليله.
ثانيا درس المؤلفات في الامتحان الموحد
ورد في مؤلف ظاهرة الشعر الحديث، لأحمد المعداوي المجاطي ما يأتي:
“وبعد، فتلك جملة من المكاسب تحققت للقصيدة على مستوى الشكل. غير أنّ الإنصاف يقتضي منا أن نشير إلى أنها لم تتحقق لجميع الشعراء الوجدانيين، بل بقيت وقفاً على نخبة منهم“.
أحمد المعداوي المجاطي، ظاهرة الشعر الحديث شركة النشر والتوزيع المدارس، الدار البيضاء، ط 2، 2007، ص: 48.
انطلق من هذه القولة ومن قراءتك المؤلف النقدي، وأنجز ما يأتي:
- وضع المؤلف في سياقه العام.
- إبراز المكاسب التي تحققت للشعر الوجداني على مستوى الشكل.
- بيان المنهج الذي اعتمده الكاتب في دراسة ظاهرة الشعر الحديث.
- تركيب الخلاصات المتوصل إليها في التحليل لإبراز قيمة المؤلف النقدي.
طوب خويا